يواجه الاقتصاد الصيني العديد من المشاكل بدءا من أزمة عقارات إلى ضوابط مكافحة كورونا الصارمة إلى أدنى هدف للنمو منذ ثلاثة عقود لكن التضخم ليس من بينها.
أظهرت البيانات الصادرة الأسبوع الماضي أن أسعار المستهلكين أضافت 2.1% على أساس سنوي في أكتوبر – وهو نوع من المكاسب المعتدلة التي لا يمكن لصناع السياسة الغربيين إلا أن يحلموا بها، ودخلت أسعار المنتجين تسليم أرض المصنع إلى المنطقة السلبية لأول مرة منذ عام 2020.
وعلى الرغم من هذا، لاحظ المكتب الوطني الصيني للإحصاء أن أسعار المنتجين تراجعت مقابل رقم مرتفع في سنة الأساس – العام الماضي -، مع انخفاض أسعار المعادن وصناعة تعدين الفحم بشكل كبير، لكن بدون الغذاء والطاقة، كان التضخم الأساسي 0.6%.
“مازدا” تخطط لاستثمار 11 مليار دولار في التحول للسيارات الكهربائية
قصص اقتصادية
سيارات كهربائية”مازدا” تخطط لاستثمار 11 مليار دولار في التحول للسيارات الكهربائية
بينما تكافح الاقتصادات الكبرى الأخرى لترويض التضخم أثناء الوباء، فإن الصين، حيث لا يزال كوفيد يهيمن على أداء الاقتصاد وتواصل السلطات فرض عمليات الإغلاق والاختبارات الجماعية، تكافح خطر الانكماش. بالإضافة إلى تشجيع المستهلكين على تأخير الشراء على أمل انخفاض الأسعار أكثر، فإن الانكماش يمثل مشكلة بالنسبة للبنوك لأنه يزيد من القيمة الحقيقية لديونهم، مما يجعل سدادها أكثر صعوبة مقارنة بالدخل الحالي، وفقاً لتقرير لـ “فايننشال تايمز”، والذي اطلعت عليه “العربية.نت”.
قالت كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك هانغ سنغ تشاينا، دان وانغ: “الانكماش أسوأ من التضخم في الصين بالتأكيد لأنه يرفع تكلفة الاقتراض على كل من المستهلكين والشركات”. وأضافت أن ديون الشركات والحكومات المحلية لا تزال تشكل أعلى المخاطر المالية في البلاد.
ويرتبط مستقبل التضخم في الصين بسياسات مكافحة فيروس كورونا. على الرغم من أن الحالات وصلت هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى لها في 6 أشهر، فإن نهج الحكومة يعنى في الوقت الحالي أن نسبة ضئيلة فقط من السكان قد أصيبوا بعد ما يقرب من 3 سنوات من ظهوره.
واحدة من علامات التضخم القليلة في الصين هي أسعار المواد الغذائية في المدن الكبرى، والتي تقترح وانغ أنها قد تكون نتيجة لارتفاع تكلفة نقل الطعام بين المقاطعات، بالنظر إلى قيود السفر الصارمة بموجب سياسة صفر كوفيد.
وقد يتغير مسار التضخم مع إعادة الفتح السريعة للاقتصاد الصيني جنباً إلى جنب مع التحول في نهج الحكومة للتحفيز، وهو ما سيكون له تأثيرات عميقة على العالم نظراً لطلب الدولة على الطاقة وإنتاجها من السلع.
لكن في الوقت الحالي، هذا ليس السيناريو الأساسي، فالصين، في ظل إطار سياستها الصارمة تجاه كوفيد، حيث تقترب من الانكماش. بالنسبة لبقية العالم، قد يوفر هذا مصدراً غير متوقع للراحة.